أهمية العمل التطوعي مع الأطفال في وضعية صعبة
تعد مساعدة الأطفال الذين يعيشون وضعية عائلية أو مادية أو معنوية صعبة من الأنشطة الأكثر نبلا ومن الأعمال الخيرية التي يمكنها التأثير بشكل إيجابي ودائم على حياتهم المستقبلية. يرى من خلالها المتطوع نفسه قادرا على إضفاء لمسة من الأمل والكثير من الطموح على الجيل الصاعد رغم ظروف عيش صعبة
إيجابيات مساعدة هذه الشريحة من المجتمع
تعيش نسبة من الأطفال في المغرب وفي جميع أنحاء العالم حياة يومية صعبة تواجه خلالها عقبات لا حصر لها. لكن أملهم لتحسين وضعيتهم وتحقيق أحلامهم تظل واردة بقوة. للوصول لأهدافهم يجب عليهم في أغلب الأحيان تجاوز نقص الموارد المالية وأمية الوالدين وأوضاع أسرية غير مستقرة رغم صغر السن بالإضافة إلى المشاكل الصحية وشتى أنواع التمييز والعنف وغياب مرافق القرب الثقافية والرياضية وندرة القدوات ومصادر الإلهام إلخ
يساهم المتطوع من خلال اقتسام وقته ومهاراته مع الأطفال المحتاجين في تحسين ظروفهم المعيشية وجودة تعليمهم بهدف فتح آفاق مستقبلية جديدة أمامهم. ويجدر الذكر أن صغر السن يسهل عملية الإنقاذ هاته ويساهم في تغيير مسارات حياتهم بشكل إيجابي ودائم
العمل إلى جانب الأطفال يعني التأثير عليهم مباشرة وتعزيز قيم مجتمع قائم على المساواة والعدل بالإضافة إلى تحسين مؤشر التنمية البشرية في بلدنا
الفوائد المباشرة للمتطوعين
يرجع العمل التطوعي مع الأطفال في وضعية صعبة بفوائد عديدة على المتطوعين لأن مساعدة الأطفال مجزية للغاية ومشحونة عاطفياً أكثر من أي نوع آخر من الأعمال التطوعية. الأطفال أكثر تعبيراً من البالغين وتعتبر علامات الفرح الظاهرة على وجوههم من مصادر التحفيز الأكثر فعالية. ومن الناحية البيولوجية الإنسان مبرمج لحماية الصغار والاعتناء بهم وهو سلوك مسجل بعمق في حمضنا النووي
ومن بين الفوائد الأخرى لهذا النوع من التطوع تطوير المهارات الاجتماعية والتواصلية وتعزيز الثقة بالنفس. يدرك المتطوع الذي يساعد الأطفال أنه كان محظوظا في صغره الشيء الذي يغير نظرته للقضايا الاجتماعية والاقتصادية. كما أنه ينجح في بناء شبكة قوية من المعارف والعلاقات على المستوى الاجتماعي والمهني مع أشخاص يقتسمون نفس الاهتمامات والقيم.
أخيراً،يعتبر هذا النوع من الالتزام مصدرا لتحقيق الذات على المستوى الشخصي والمهني يدفع بالمرء إلى الخروج من منطقة الراحة واكتشاف إمكانات جديدة أحيانا غير متوقعة
طرق مساعدة الأطفال في وضعية صعبة
توجد عدة طرق لمساعدة هذه الشريحة من الأطفال كمتطوع من بينها الأمثلة التالية
- تنظيم ورشات تربوية وفنية وأنشطة بدنية ورياضية كالرسم والتلوين والأعمال اليدوية وكرة القدم وتدريبات في ألعاب القوى
- تنظيم أنشطة ثقافية مثل المسرحيات وبث أفلام الرسوم المتحركة وعروض الغناء أو الرقص
- تقديم دروس إضافية مجانية ومساعدة التلاميذ في واجباتهم المدرسية
- المشاركة في مشاريع تنموية لفائدة الأطفال بشكل مباشر أو غير مباشر كبناء الأبار وتركيب الألواح الشمسية وإصلاح الأقسام والمراحيض بالمدارس العمومية وإنشاء باحات لعب وملاعب رياضية إلخ
- رفع مستوى الوعي حول موضوع هشاشة الأطفال عبر الشبكات الاجتماعية وداخل الأسرة وكذلك ضمن المحيط الاجتماعي المباشر
باختصار، تعتبر مساعدة الأطفال في وضعية صعبة من أجمل الطرق للتعبير عن التضامن والتعاطف مع المحتاجين وعمل مسؤول ومدني يساهم في بناء عالم أكثر عدلا وإنصافا