يتوجب على عدد كبير من الآباء الملتزمين التوفيق بين مسؤولياتهم المهنية والعائلية وحياتهم المزدوجة الجمعوية. قد يكون ذلك صعبًا، خاصة من وجهة نظر الأطفال، قد يشعر الكثير منهم بالتهميش أو الإهمال من قبل الآباء الذين غالبًا ما يكونون غائبين أو مشغولين. ومن هنا تأتي الرغبة في الانخراط كأزواج و تعزيز ثقافة العمل التطوعي داخل الاسرة.
مزايا التطوع مع الأسرة
العمل التطوعي مع الاسرة هو نشاط مرن يمكن الجمع بين الحياة المهنية والشخصية والعائلية، مع إمكانية التحكم في المدة ونوع الأنشطة المنجزة.
يُطلب من جميع أفراد الأسرة المساعدة والتشاور بينهم لاختيار القضايا ورهانات المجتمع الأكثر أهمية: جمع القمامة، فرز الملابس، توزيع المواد الغذائية، توزيع المنشورات، إلخ.
مهمات المتطوعين كثيرة، مهما كانت أعمارهم أو قدراتهم الفردية!
الالتزام مع جمعية يمكنها أن تشرف على القاصرين يعزز التفاهم بين الأجيال و يمكن من توطيد العلاقات بين أفراد نفس الاسرة. بهذه الطريقة، يتمكن الأحفاد من العمل جنبا إلى جنب مع الكبار سنا وأجدادهم، الذين بدورهم يتقاسمون معارفهم وقيمهم. تشارك الأسرة ككل في خلق لحظة مشتركة وتوطيد الروابط التي تجمع بين جميع أفرادها.
نقل القيم إلى الشباب
العمل التطوعي مع الاسرة هو بلا شك واحد من أكثر الوسائل الفعالة لنقل القيم. يمارس الطفل القيم المكتسبة بدلاً من الخضوع لها على شكل خطابات طويلة و مجردة. إذا تكررت له مئات المرات أنه يجب عليه تجنب هدر الطعام، فلن يكون له تأثير كبير على سلوكه. ولكن إذا شارك في جمع و فرز و توزيع الفواكه والخضروات، فإن تقربه من الأشخاص المحتاجين يمكنه من الوعي بأهمية القضايا التي تخص المجتمع حاليا.
إن الأطفال الذين نشأوا في بيئة تعطي أهمية للتطوع، يكتسبون العديد من الصفات كحب الغير والتضحية والكرم. إنهم قادرون على التعاطف في مجتمع حديث يتميز في كثير من الأحيان بالتنافسية والفردية. وأكثر من ذلك، يتمكن الآباء من التعرف على عائلات أخرى يتقاسمون حب العمل التطوعي، ولم يعد عليهم الاختيار بين رفاهية أطفالهم وأن يكونوا مواطنين ملتزمين!