التطوع والمقاولة الاجتماعية
تلخص عبارة المقاولة الاجتماعية جميع المبادرات التي تتخذها المنظمات لإيجاد حلول مبتكرة الإشكاليات ذات الطابع الإجتماعي. كما أنها تعتبر من أنجع الوسائل لإخراج الجمعيات من تبعيتها واعتمادها الحصري على المتبرعين والمقرضين كمصدر أساسي لتمويل مشاريعها وذلك عبر إنشائها لأنشطة مدرة للدخل. كيف يمكن إذن للمتطوعين مساعدة الجمعيات المهتمة بالمقاولة الإجتماعية ؟
ما هو السبب الرئيسي وراء الإهتمام الحالي بمبدأ المقاولة الإجتماعية؟
تعمل المقاولة الاجتماعية على إيجاد حلول ناجعة للاشكاليات الإجتماعية والبيئية وإلى تنمية محيطها المباشر بالاعتماد على نماذج عمل مستدامة دون أن تجعل من إغناء مسيرها هدفها الرئيسي. يمكن إذن لبعض الجمعيات أن تقتبس من طريقة عمل هاته المقاولات وأن تجد طرق جديدة لتمويل مشاريعها وتسيير فرق عملها والتواصل مع منخرطيها ومستفيديها
تعمل في المغرب مجموعة من المنظمات على مساعدة المجتمعات المحلية لمواجهة المشاكل المتعلقة بالولوج للتمدرس والهشاشة وغياب بعض الخدمات الاجتماعية الأساسية باستعمال مبادئ المقاولة الاجتماعية. من بين هاته المنظمات نجد الجمعيات والمنظمات الغير حكومية والتعاونيات والمقاولات ذات الطابع الإجتماعي والتي تعمل على الإدماج والمسؤولة اجتماعيا والغير ربحية إلخ
وما هو دور المتطوعين؟
يلعب المتطوع دورا أساسيا في مساندة المنظمات الإجتماعية كيد عاملة مؤهلة ومصدر للخبرات في مجالات متعددة كالتدبير والتواصل والتسويق. يساهم المتطوع أيضا في إقحام المجتمعات المحلية افتراضيا عبر مواقع التواصل الإجتماعي وكذا على أرض الواقع. كما يعمل على تحسيس العموم حول أهمية القضايا الاجتماعية والبيئية التي يؤمن بها
يرتكز التطوع في المقاولة الإجتماعية على مسارات وأعمار مختلفة وعلى تجارب المتطوعين المتعددة لبناء شبكات مهنية قوية وخلق شراكات مع منظمات أخرى وإيجاد مصادر جديدة للتمويل وتعبئة الموارد اللازمة للوصول إلى الأهداف المحددة مسبقا
التداعيات الإيجابية على المتطوع
تعتبر كل التجارب فرصاً للتعلم وتطوير الذات خاصة أمام المتطوعين الشباب الذين هم في أمس الحاجة لتكميل تكوينهم الأكاديمي النظري. يمكن العمل داخل مقاولة إجتماعية من اكتساب مهارات جد مطلوبة في سوق العمل الذي أصبح شديد التنافسية مثل الريادة والعمل الجماعي والفكر النقدي والتنظيم بالإضافة إلى روح التطوع ،فعل الخير ومساعدة الغير
الأمر مختلف شيئا ما بالنسبة للمتطوعين الأكبر سنا إذ يمكنهم العمل مع مقاولين اجتماعيين من تكسير روتينهم اليومي وتغيير منظورهم للعمل واكتساب معارف جديدة
يلعب المتطوع في نهاية المطاف دورا أساسيا في نشر ثقافة المقاولة الاجتماعية ومساندة المقاولين الاجتماعيين والعمل إلى جانب المنظمات في التأثير إيجابيا على المجتمع وبناء مستقبل أكثر عدلا وإنصافا