هل تعتبر سنة فجوة مخصصة للعمل التطوعي فكرة جيدة؟
أصبحت المبادئ الشخصية للشباب من الحوافز الأساسية وراء خياراتهم الدراسية والمهنية إذ لا يعتبر الجيلين الأخيرين اللذين لا يتعدى عمر ممثليهما 40 سنة أن النجاح المهني والمادي أمر أهم من العمل داخل مقاولة تحترم مستخدميها وتتقاسم معهم نفس الرؤية ونفس المبادئ الإنسانية والإجتماعية والبيئية.
توجه عالمي
نلاحظ أن هذه الظاهرة لا تعني شباب الدول الغنية فقط حيث يهتم اليوم عدد كبير من الطلبة المغاربة داخل الجامعات المدارس العليا بالأعمال الخيرية و بالمقاولة الإجتماعية والعمل التطوعي وذلك عبر النوادي ومكاتب الطلبة. الأمر الذي يناسب حاجات الشركات التي تبحث حاليا على مستخدمين لديهم مهارات لينة جديدة يمكن اكتسابها من خلال التجارب اللامنهجية وعبر العمل الجمعوي.
هذا ما يدفع عددا من الطلبة إلى التوجه نحو سنة فجوة يتم تخصيصها للعمل التطوعي والجمعوي. لكن يبقى أساسي أن نجيب عن سؤال محوري : هل توقيف الدراسة لسنة كاملة فكرة جيدة؟
من اللازم تحليل النقاط التالية للإجابة عن هذا الموضوع.
هل الأمر ممكن
لا تسمح كل المؤسسات الدراسية العليا لطلبتها (على المستوى الإداري والقانوني) من الإستفادة من فجوة خلال مسارهم الأكاديمي. من الضروري إذن طرح السؤال على ممثلي الإدارة للتأكد من سلامة هذا الإجراء وتجنب أي عقوبات من جهة الأساتذة والمدرسين.
هل وجدتم المنظمة التي ستستقبلكم طيلة السنة المقبلة؟
أهم مرحلة قبل الشروع في هذه المغامرة هو إيجاد جمعية أو منظمة غير حكومية أو مقاولة عبرت عن حاجتها لعامل متطوع و بإمكانها تقديم معلومات كافية حول مهامكم واهدافكم والإمكانيات الموفرة لكم وزملائكم والمسؤولين الإداريين الذين ستعملون بجانبهم... هذه التجربة ليست عطلة إذ ستفرض عليكم وتيرة عمل أعلى بكثير مما اعتدتم عليه كطلبة جامعيين.
هل نجحتم في إقناع الوالدين؟
الشروع في مرحلة جديدة من حياة الفرد دون موافقة الوالدين أو المحيط المباشر تجربة صعبة للغاية خصوصا إذا كان الشخص لم يستقل ماديا عن أسرته. أهم نصيحة هو محاولة إقناع الأبوين بهدوء ووضوح بجرد جميع إيجابيات هذا المشروع و طمأنتهم حول مستقبلكم الدراسي والمهني لأن نجاحكم يبقى غاياتهم الأساسية.
هل هناك وسيلة أخرى لمزاولة نشاط تطوعي مماثل؟
يجب أن تطرحوا على أنفسكم السؤال التالي: هل يمكن مساعدة الغير والدفاع عن قضية تهمكم وإغناء سيركم الذاتية في نفس الوقت من خلال أنشطة تقتصر على نهاية الأسبوع وعلى العطل المدرسية دون إنقطاع دراسي لمدة طويلة؟ إذا كان الجواب نعم فلا داعي للمخاطرة بمستقبلكم. وإذا كانت رغبتكم هي تغيير شامل لطريقة عيشكم ولآفاقكم ولنظرتكم للعالم فلا تترددوا. ستعيشون حتما أجمل سنة في حياتكم!
خلاصة
لا شك أن دورة أو سنة دراسية مخصصة حصريا للعمل التطوعي فرصة لا تعوض للنمو ولإكتساب معارف جديدة وتجارب فريدة من نوعها شرط أن لا تهدد مساركم الأكاديمي ولا مستقبلكم المهني.